
خرافة علمية: هل أنت من أصحاب الدماغ الأيمن أم الأيسر؟
2025-05-06
مُؤَلِّف: فاطمة
تنتشر في أوساط العلم والمجتمع العديد من النظريات التي تقول إن الدماغ البشري مقسم إلى نصفين، حيث يُعزى للنصف الأيسر اهتمام التفكير المنطقي والتحليلي، بينما ينسب للنصف الأيمن الإبداع والخيال. لكن يبدو أن هذه الفكرة، رغم شيوعها، مبنية على أساس غير صحيح.
الانقسام الدماغي: حقيقة مضللة
الدماغ البشري فعليًا مصمم ليعمل ككل متكامل حيث تتعاون الأجزاء المختلفة في وظائف متعددة. هذا التقسيم الثنائي الذي شاع في القرن التاسع عشر لدى علماء النفس لا يعكس دقة للواقع. فالنصف الأيسر له دور في التحكم في الحركة للجهة اليمنى من الجسم، والنصف الأيمن يتحكم بالحركة للجوانب اليسرى، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل نصف يتخصص في نوع معين من التفكير.
التحكم والتعاون بين نصفي الدماغ
على الرغم من القوالب التي قد نضعها على علم النفس، إلا أن أحدث الدراسات تشير إلى أن الأداء العقلي يقيس كيفية عمل النصفين معًا. تطرح الدراسات المتزايدة تحديًا للأنماط التقليدية وتجعلنا نتفهم أن التفكير العقلي والإبداع لا ينتميان حصريًا لنصف واحد بل يحتاجان لتعاون معقد بينهما.
منشأ الخرافة العلمية
تعود جذور هذه الفكرة إلى مشاهدات الأطباء في القرون السابقة عندما لوحظ أن بعض المرضى فقدوا القدرة على الكلام نتيجة لفقدان جزء من النصف الأيسر. دفع هذا العلماء للاعتقاد بأن اللغة تُعزى خصيصًا للنصف الأيسر من الدماغ، لكن الأبحاث الحديثة تثبت أن القدرة اللغوية تعتمد على تفاعل معقد بين الأجزاء.
تأثير الخرافة على الثقافة والأدب
لعبت هذه الخرافة دورًا كبيرًا في العديد من الأعمال الأدبية والثقافة الشعبية، حيث تجسد صراعات داخلية بين النصفين، كما يظهر في الروايات مثل "الدكتور جيكل والسيد هايد"، التي تصور التوتر بين العقلانية والعاطفية.
العلم يُصحح المفاهيم الخاطئة
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من ضرر في أحد نصفي دماغهم ليسوا مفتقدين تمامًا للقدرات الدهنية. بل، يمكنهم الاستمرار في القيام بمهام معقدة تتطلب مزيجًا من التفكير المنطقي والإبداع.
لذا، فهي دعوة لنعيد النظر في النظريات الشائعة حول دماغ الإنسان ونفهم أنه نظام متكامل يعمل بتناغم، حيث يسهم كل جزء في المهمات العقلية بشكل أساسي.