المال

هل سيعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟

2025-05-31

مُؤَلِّف: مريم

في ظل التطورات السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تنفيذ مهام معقدة من خلال الأوامر الصوتية فقط، بدءًا من حجز تذاكر السفر وصولًا إلى التنقل بين نوافذ المتصفح. لكن يطرح هذا التقدم سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي الاستغناء عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف ب "الخطوة الأخيرة" — تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب التأكيد النهائي بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى البشر.

حدود الثقة

تظهر مساعدة ذكية مثل Gemini من Google، التي يمكنها حجز مباريات في ملعب أنفيلد أو ملء بيانات شخصية على نموذج ويب، وكأنها سحر رقمي. ولكن عندما يتعلق الأمر بإدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يصرخ بكلمة سر عالية أمام زملائه.

الخطة الأخيرة

على الرغم من الوصول إلى مستوياتٍ عالية من الكفاءة في المساعدات الذكية، إلا أن الكثير من العمليات لا تزال تتطلب تدخلًا بشريًا في النهاية. إدخال كلمة مرور أو إجراء عملية دفع أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المشكلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العائق الذي يؤخر الوصول إلى تجربة رقمية سلسة تامة.

سباق الشركات نحو تجاوز العجز

تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى كجوجل لضخ مشاريع طموحة مثل Project Astra وProject Mariner، التي تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا، وفقًا لتقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل المساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الصوتي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كأنه مستخدم بشري.

ثورة سطحية

على الرغم من هذه الزخم، ما يُقدَّم حتى الآن لا يُعتبر بديلاً حقيقيًا للأدوات التقليدية، بل يُشبه إعادة صياغة شكل لتلك الأدوات. لقد أصبحت لوحة المفاتيح افتراضية، وتحول المؤشر إلى عنصر يتحكم به بالتحريك أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها بالكامل.

الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل

في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي قريباً على لوحة المفاتيح أو الفأرة. هو بالتأكيد يقلل من اعتماد المستخدمين عليهما، ويقدم بدائل ذكية وسريعة، إلا أنه لن يلغي الحاجة للتحكم اليدوي، وبالأخص في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية معينة.

ربما يأتي يومًا نصل فيه إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظرنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونتحكم بالمؤشرات بحذر.