الترفيه

حكاياتي مع الزمان (2).. كامل الشنّاوي من منظور طفل

2025-09-14

مُؤَلِّف: مريم

في الأعياد والمناسبات، كان الأب يسعى لاصطحاب أبنائه الخمسة لزيارة خالتيه، الكبيرتين كامل ومأمون. في تلك الزيارات، كنت ألاحظ شغف عم كامل بالأطفال، إذ كان يتعامل معهم بكل حب وسعادة، بينما كان عم مأمون أقل تعبيرًا عن العاطفة، حيث كان يتعامل مع سبعة أطفال دون الاهتمام بالتفاصيل.

عندما ينتهي اللقاء، كانت هناك عادة خاصة في نهاية كل عيد ميلاد، ينتظرها الجميع بشغف، وهي "العيدية"، حيث كان عم كامل يوزع خمسة جنيهات على كل طفل، وهو رقم كبير مقارنة بما كان يتم توزيعه في أعياد سابقة.

كذلك، كانت هناك مسابقات جانبية ينظمها عم كامل، وبينما كنت أتعلم القراءة، كنت أحفظ أبيات قصائد له كتبها عن "جميلة بو حيرد"، التي كانت تمثل النضال الجزائري.

عاش الشاعر والصحفي الكبير كامل الشنّاوي على هذه الأرض لمدة هائلة، تركت أثرًا عميقًا في الأدب العربي. ورغم أن حياته لم تكن تتجاوز إصدار ديوانه "لا تكذبي"، إلا أن تأثيره كان ملموسًا. بعد رحيله، واصلنا قراءة مقالاته التي تضمن ذات الحكمة والمعرفة.

كامل الشنّاوي، الذي شعر في آخر أيامه بقرب رحيله، خط وصية لأحد أقربائه، شجعه فيها على الكتابة والتعبير عن نفسه. كان يقول له: "ستعيش لأعوام كثيرة، لذا أوصيك بكتابة مذكراتي".

وكثيرًا ما كان ينصحني بتدوين ما أكتبه وهكذا تابعنا نحن محبي الأدب والشعر، نسجل أحداث حياة القامات الأدبية مثل كامل الشنّاوي.

علاوة على ذلك، كان هناك عدد كبير من الكتاب والشعراء الذين أثروا في حياته، وأذكر من بينهم أحمد رجب ومحمود السعدني، الذين كتبوا عنه بأسلوب يحمل الكثير من الاحترام والإعجاب.

لقد كانت العملية الأدبية بالنسبة لكامل الشنّاوي ليست مجرد هواية، بل كانت بمثابة رسالة تحمل قيمة وأهمية بالنسبة للجمهور، مما جعله يستحق مكانة رفيعة في قلوب الكثيرين.

فقد كان دائمًا ينبهنا إلى أهمية كتابة التاريخ، ويرسخ لدينا متعة القراءة والدراسة. وفي عالم الأدب، نعتبره تجربة غنية ومليئة بالدروس والأحداث التي ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال.