في حدث غير مسبوق، انطلقت هذا الأسبوع أولى جلسات محاكمة شركة ميتا، المتهمة بانتهاك قوانين المنافسة. الأمور تتكشف بشكل مذهل، حيث يثير تعاطي الشركة مع المنافسين - خاصة إنستغرام - العديد من التساؤلات.

تتولى لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) طرح قضايا حادة ضد ميتا، حيث تتهمها باستخدام نفوذها للسعي للسيطرة على السوق عبر الاستحواذات الاستراتيجية. إن فوز الحكومة في هذه القضية قد يعني إجبار العملاق التكنولوجي على حساب خطواته السابقة المتعلقة بالشركات الناشئة مثل إنستغرام.

كجزء من الإجراءات، قامت FTC بعرض وثائق ورسائل بريد إلكتروني تكشف عن النقاشات الداخلية داخل ميتا. تشير هذه المستندات إلى أن مارك زوكربيرغ بنفسه كان على دراية كاملة بتأثير إنستغرام المتزايد في بداياته كمجرد تطبيق لمشاركة الصور.

توضح الرسائل الداخلية من عام 2012 أن زوكربيرغ كان يفكر بالفعل في الاستحواذ على إنستغرام، رغم أن التكاليف قد تصل إلى 500 مليون دولار.

وفي إحدى الرسائل، صرح زوكربيرغ: "إذا استطعنا التفكير في الاستحواذ على إنستغرام، فقد يساعدنا ذلك في تعزيز ميزات فيسبوك بدلاً من مجرد نشر الصور".

من ناحية أخرى، اقترح نائب رئيس المنتجات في ميتا، صامويل دبلوي، استراتيجية لشركة الاستحواذ على عدة شركات ناشئة، من بينها إنستغرام، قائلاً إنه يمكن أن يعزز من قدرة فيسبوك في السوق.

تظهر الوثائق أيضًا أن زوكربيرغ كان قلقًا من ظهور منافسين جدد، حيث قال: "ما نشتره اليوم سيمنحنا ميزة تنافسية في المستقبل قبل أن يتمكن المنافسون الجدد من الظهور."

وبعد استعراض كل هذه المعلومات، يتضح أن استراتيجيات فيسبوك لم تكن مجرد قرارات عشوائية، بل كانت مدروسة ومنهجية للاستحواذ على المنافسين قبل نموهم، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل الصناعة التكنولوجية.