
دبي: المدينة التي كتبت النهاية السعيدة لليفربول
2025-04-14
مُؤَلِّف: شيخة
لا يمكن أن تكون شمس دبي مجرد خلفية لصورة محمد صلاح على الشاطئ، بل كانت الشاهد الصامت على واحدة من أقدم صفقات التجديد في كرة القدم الأوروبية، بين ناطحات السحاب وعلى طاولات الاجتماعات المغلقة. تواجد «الملك المصري» يتشكل بعيدًا عن أضواء الكاميرات وأجواء أنفيلد المبهجة.
في صيف مشحون بالقلق، تولى ريتشاريد هيوز، المدير الرياضي الجديد لنادي ليفربول، مهمة حاسمة باتجاه الحفاظ على النجوم. ولأن عدة قيادات تقترب من نهايتها، كان صلاح في قلب العاصفة، وسط عروض وتكنيكات تربطه بأندية كبيرة مثل باريس وبايرن، لكنه اختار أن يخرج بالمفاوضات من بريطانيا، وينقل رحاله إلى مدينة يعرف أنها الأقرب إلى قلب نجمه، وأقرب أيضًا إلى وكيله رامي عباس.
وفي سلسلة من الرحلات السرية إلى دبي، بدأ هيوز بناء جسور الثقة مع صلاح. كانت الاجتماعات مكتظة، واللغة كانت صامتة لكنها واضحة: ليفربول يريد الحفاظ على صلاح، والنجم المصري لا يبحث عن وجهة جديدة بقدر ما يتطلب احترام تاريخه في المفاوضات.
في الكواليس، كانت دبي توفر البيئة الهادئة التي تحتاجها هذه القرارات الكبيرة. والورقة السُعودية التي لوح بها الوكيل لم تكن سوى أداة ضغط، وفق تقرير "ديلي ميل"، حيث لم يكن صلاح قد خطط أبدًا للرحيل، وكانت الإدارة على علمٍ بذلك.
ولم تتعامل إدارة الريذر بشكل مفهوم، ولكنها قدمت عرضًا يتناسب مع قدرة اللاعب، بزيادة قدرها 50 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، دون المساس بسياسة الأجور العامة للنادي.
المهم أن المفاوضات لم تكن تقنية فقط، بل كانت إنسانية بالدرجة الأولى. عائلة صلاح، التي تعيش في ليفربول منذ عام 2017، لعبت دورًا صامتًا ولكنه مؤثر. وكان اللاعب نفسه معتقدًا بعد التوقيع أن رغبة أسرته في الاستمرار كانت عاملًا كبيرًا في اتخاذ القرار.