أظهرت دراسة حديثة قدرة الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بمقاومة الأمراض للمضادات الحيوية بشكل يفوق الطرق التقليدية المستخدمة حالياً. قام علماء من جامعة تولين الأمريكية بتطوير نموذج يُعرف باسم (GAM) يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستكشاف التحولات الجينية للكائنات الدقيقة، مثل بكتيريا السل وغيرها من الأمراض التي تسبب أزمات صحية كبيرة عالمياً.

تعتبر مقاومة فيروس السل للمضادات الحيوية واحدة من أكبر التحديات الصحية العالمية، حيث تمثل زيادة هذه المقاومة تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين. وبحسب منظمة الصحة العالمية، أصيب في عام 2021 حوالي 450 ألف شخص بالسل المقاوم للأدوية، مما يستدعي الحاجة الماسة لتطوير تقنيات جديدة للتشخيص والعلاج.

النموذج (GAM) يتيح للباحثين إمكانية تحديد التغيرات الجينية السريعة الناتجة عن ضغط المضادات الحيوية، مما يمكن من تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية وسرعة، وفي الوقت نفسه تقليل تكاليف العلاج. على عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على المعرفة السابقة، فإن هذا النموذج يستند إلى معطيات جديدة يمكن أن تكون أكثر دقة في استشراف التغيرات.

تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة "Nature Communications"، حيث يعتبر البحث خطوة هامة نحو تحسين استراتيجيات مكافحة الأمراض، مثل السل، ويدل على أهمية استخدام التقنيات الحديثة في مجال الصحة العامة.

من المتوقع أن تعزز هذه التطورات القدرة على مكافحة الأوبئة مستقبلاً، وتفتح أفقًا جديدًا في عالم الطب الحديث. ومع تزايد التهديدات الصحية، يبقى الأمل معقودًا على الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة لتوفير حلول فعالة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية.