
11000 متر تحت الماء.. الغواصة التي سافرت إلى المجهول
2025-03-21
مُؤَلِّف: عائشة
في خطوة تاريخية، قامت الولايات المتحدة بتطوير أول غواصة شخصية تُعرف باسم "ديب سي تشالنجر"، والتي تستطيع الوصول إلى أعماق تصل إلى 11,000 متر تحت سطح البحر. تُمثل هذه الغواصة، المصممة بواسطة شركة "أكيون بروجيكت" الأسترالية، نقلة نوعية في فهمنا للمحيطات والمناطق الغامضة التي كان يُعتقد سابقًا أنها مظلمة وغامضة.
في 26 مارس 2012، أطلق المخرج جيمس كاميرون أول رحلة فردية لهذه الغواصة إلى منطقة "تشالنجر ديب" في خندق ماريانا، الذي يُعتبر أعمق نقطة في المحيط على مستوى العالم. وأكدت مجلة "ناشونال جيوغرافيك" أن الغواصة تتميز بنظام تثبيت يسمح للقيادة بالتحرك بدقة وسلاسة تحت الماء.
تُعتبر "ديب سي تشالنجر" قادرة على تحمل الضغوط الهائلة في أعماق المحيطات، حيث تم بناء كابينة القيادة بقطر 1.1 متر من الفولاذ بسمك يصل إلى 64 ملليمتر. هذا التصميم المتين يضمن سلامة الطيار ويسمح للغواصة بالعمل في البيئات القاسية. خلال رحلتها التاريخية، جمعت الغواصة بيانات علمية وصورًا وفيديوهات عالية الدقة، مما قدم رؤى جديدة عن الحياة في أعماق المحيطات التي لم تكن معروفة من قبل.
تمكن كاميرون من تحقيق رقم قياسي جديد لأعمق غوصة فردية في التاريخ، حيث وصل إلى عمق يقارب 11 كيلومترًا. لم تكن هذه الرحلة مجرد إنجاز استكشافي، بل كانت أيضًا خطوة كبيرة في البحث العلمي، حيث ساهمت البيانات التي جمعتها الغواصة في فهم أفضل للبيئات البحرية العميقة.
تم تصميم كبينة الطيار بشكل كروي لتحمل الضغوط الهائلة في الأعماق، حيث يُعتبر الشكل الكروي الأمثل لهذا النوع من المهمات. كما تم تزويد الغواصة بنظام لتكثيف بخار الماء الناتج عن تنفس القائد، مما يسمح له بشربه في حالات الطوارئ.
يعكس نجاح غواصة "ديب سي تشالنجر" كيف يمكن للتكنولوجيا المتقدمة أن تفتح آفاقًا جديدة للاستكشاف وتلبي فضول البشرية في اكتشاف الأماكن التي كانت تُعتبر بعيدة المنال. هذه الغواصة تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُغير مفهومنا عن العالم البحري وتُتيح لنا التفوق على القيود السابقة في البحث العلمي، مما يفتح الباب أمام اكتشافات جديدة وفهم أعمق لكوكبنا.