
10 تريليونات دولار في الأفق.. إيلون ماسك يتحدث عن ثورة الروبوتات البشرية
2025-03-25
مُؤَلِّف: سعيد
في مشهد لافت خلال احتفالات رأس السنة القمرية في يناير الماضي، عرضت مجموعة من الروبوتات البشرية الصينية عرضًا مبهرًا على المسرح، حيث أدت الحركات الراقصة المتقنة بحضور أكثر من مليار مشاهد.
هذا المشهد لم يكن مجرد عرض ترفيهي، بل كان تأكيدًا على التقدم الكبير الذي أحرزته الصين في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، والتي باتت تُعتبر محركًا محتملاً للنمو الاقتصادي.
بينما لا تزال أغلب هذه الروبوتات في مراحلها التجريبية، إلا أن المنافسة بين الشركات الصينية وشركة "تسلا" التابعة لإيلون ماسك تزداد سخونة.
تستقطب فكرة الروبوتات التي تؤدي المهام المنزلية أو تقدم الرعاية استثمارات كبرى من عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة والصين.
الاستثمارات العالمية تدعم القفزة التكنولوجية
استثمر جيف بيزوس، مؤسس أمازون، بالإضافة إلى شركات مثل مايكروسوفت وإنفيديا، في شركة "Figure AI" الأمريكية المتخصصة بصناعة الروبوتات البشرية. كما تخطط "ميتا" لضخ استثمارات كبيرة في هذا المجال، وفقًا لتقارير حديثة.
من جهته، يتوقع إيلون ماسك أن يُدر مشروع "أوبتيموس" التابع لتسلا إيرادات تتجاوز 10 تريليونات دولار، رغم أن الخبراء يرون أن تأثير هذه الروبوتات على المجتمع قد يحتاج إلى 5-10 سنوات أخرى، وفق ما نشرته "سي إن إن".
ويشير البروفيسور شي نينغ، خبير الروبوتات في جامعة هونغ كونغ، إلى أن هذه الروبوتات قد تصبح الإلكترونيات الاستهلاكية الأكثر انتشارًا بعد الهواتف والسيارات، قائلًا: "الجميع سيحتاجون إليها، وسيكون حجم السوق ضخمًا".
وتوقعات "غولدمان ساكس" تشير إلى أن قيمة سوق الروبوتات البشرية قد تصل إلى 38 مليار دولار بحلول 2035، مع شحن 250 ألف وحدة للاستخدام الصناعي خلال خمس سنوات، وربط مليون وحدة سنويًا للمستهلكين خلال العقد.
الصين تسعى للر leadership
تسعى الصين جاهدة لتعزيز مكانتها كقوة تكنولوجية عالمية، مستفيدةً من خبرتها في سلاسل التوريد وخفض التكاليف لتسريع الإنتاج الضخم للروبوتات. ورغم دخولها المتأخر في المنافسة عن أمريكا، إلا أنها تُقلص الفجوة بسرعة مدعومةً بسياسات حكومية طموحة.
في 2023، صنفت وزارة الصناعة الصينية الروبوتات البشرية ك"حدود جديدة للمنافسة التكنولوجية"، وهدفت إلى تحقيق إنتاج ضخم بحلول العام الحالي. كما خصصت حكومات محلية استثمارات تُقدر بـ73 مليار يوان (10 مليارات دولار) لتطوير هذا القطاع.
خلال اجتماع رفيع المستوى ترأسه الرئيس الصيني شي جينبينغ، جلست رئاسة شركة "يونيتري" (المصنعة للروبوتات الراقصة) في الصف الأمامي، مما يؤكد الاهتمام الرسمي بهذا القطاع.
التحديات التقنية والهيمنة الغربية
رغم تقدم الصين في سلاسل التوريد، إلا أنها لا تزال تعتمد على التكنولوجيا الغربية في بعض المكونات الأساسية مثل رقائق الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الدقيقة. وتواجه تحديات بسبب القيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتطورة.
لكن الشركات الصينية تعمل على تطوير بدائل محلية، كما تسعى للتعاون مع تسلا لتحسين مكوناتها. ويقول الخبراء إن هذا التعاون قد يُسهم في رفع جودة الصناعة المحلية من خلال التغذية الراجعة المستمرة.
الميزة التنافسية
تمكنت الشركات الصينية من إطلاق روبوتات بأسعار تنافسية، مثل روبوت "PM01" من "إنجين إيه آي" بسعر 12 ألف دولار، و"G1" من "يونيتري" القادر على أداء الحركات الدائرية بسعر 13.7 ألف دولار، بينما قدر ماسك سعر روبوت تسلا بـ20-30 ألف دولار.
كما دخلت شركات سيارات كهربائية كبرى مثل "بي واي دي" و"إكس بنج" السوق، مستفيدةً من خبرتها في التصنيع وخفض التكاليف.
بينما تتصاعد المنافسة بين الصين والغرب، تسير الصين بخطى سريعة بفضل دعم الحكومة وقدرتها على خفض التكاليف. ورغم التحديات التقنية، فإن الطموح الصيني في الهيمنة على سوق الروبوتات البشرية قد يُغيير خريطة الصناعة العالمية في العقد المقبل.